اللمحة اليومية عن الأسواق – الحذّر يُخيّم على الأسواق قبيل خطاب باول لا سيّما بعد أن رفع الاحتياطي الأسترالي معدلات الفائدة باجتماعه الأخير


بحوث XM الاستثمارية

  • أسواق الأسهم تحاول استعادة استقرارها بعد خطاب بوستيك المتشدد وقرار الاحتياطي الأسترالي بشأن رفع معدلات الفائدة
  • الدولار الأمريكي يستقر بالقرب من أعلى مستوياته في شهر واحد، والدولار الأسترالي يرتفع بعد أن رفع الاحتياطي الأسترالي معدلات الفائدة
  • الين الياباني يرتفع مستفيدًا من ارتفاع بيانات الأجور، والذهب يرتفع قبيل خطاب بايدن بشأن حالة الاتحاد

أسواق الأسهم تشهد تقدمًا محدودًا بظل احتمال تشدُّد خطاب باول

 

كانت بداية تداولات اليوم أكثر استقرارًا إلى حدٍ ما، حيث ارتفعت بعض أسواق الأسهم، في حين بدا أن انتعاش الدولار الأمريكي يتلاشى. لكن موجة البيع التي أعقبت تقرير وظائف القطاع غير الزراعي واصلت تأثيرها على أسواق السندات حيث استمرت العوائد في الارتفاع عالميًا باستثناء سندات الخزانة الأمريكية. فقد ارتفع العائد على سندات الخزانة الآجلة لعشر سنوات إلى أعلى مستوى له في شهر واحد عند 3.6550٪ أمس بعد تقرير الوظائف القوي وبيانات قطاع الخدمات الصادرة عن معهد إدارة التوريد، لكن تراجع بعض الشيء اليوم.

ويبدو أن البيانات الاقتصادية الأخيرة بدّدت آمال الأسواق التي كانت تشير إلى احتمال توجه الاحتياطي الفيدرالي لإنهاء دورة التشديد النقدي الخاصة به قريبًا، وجاءت تعليقات رافائيل بوستيك -رئيس الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا- المتشددة لتُشكِّل مزيد من الضغوط على هذه الآمال أمس، مما يجعل تراجع العوائد الأمريكية أمرًا محيرًا للغاية. قد يكون هذا مجرد تصحيح هبوطي طبيعي بالنظر إلى حجم عمليات بيع السندات منذ يوم الجمعة ومن المحتمل أن يكون أمر إيجابي للطلب حيث تستعد وزارة الخزانة لعقد مزاد لبيع أوراق نقدية وسندات بقيمة 96 مليار دولار هذا الأسبوع، وستبدأ ببيع سندات آجلة لثلاث سنوات بقيمة 40 مليار دولار اليوم.

لكن إذا اتبع باول خطى بوستيك وجاءت تعليقاته متشددة في النادي الاقتصادي بواشنطن اليوم، يمكن أن يشهد السوق مزيد من عمليات البيع. فقد أشار بوستيك إلى احتمال ارتفاع معدلات الفائدة إلى مستوى نهائي أعلى من المتوقع في أحدث توقعات لمسار معدلات الفائدة والعودة لاعتماد زيادات بمعدل 50 نقطة أساس.

تراجع مؤشر ستاندرد أند بورز 500 بالأمس وأغلق جلسته السلبية الثانية على التوالي، كما تراجع مؤشر ناسداك أيضاً. لكن ردة فعل السوق على تعليقات بوستيك كانت محدودة نسبياً.

 

وبعد أن فاجأ باول الأسواق الأسبوع الماضي بعدم معارضة الرهانات التي تشير إلى اقتراب نهاية دورة التشديد النقدي هذه، قد يتوقع المستثمرون نفس اللهجة الحيادية من رئيس الاحتياطي الفيدرالي اليوم. وبظل هدوء موسم الأرباح هذا الأسبوع، سيكون التركيز الأكبر على خطاب باول لتحقيق التوازن في الأسواق.

 

الدولار الأمريكي يرتفع لكن لا يزال بعيدًا عن أعلى مستوياته، والدولار الأسترالي يرتفع بعد أن رفع الاحتياطي الأسترالي معدلات الفائدة

 

في أسواق العملات الأجنبية، ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوى له في شهر واحد خلال التعاملات الآسيوية، لكنه تراجع منذ ذلك الحين، مما قدّم بعض الدعم لليورو والجنيه الإسترليني اللذان تعرضا لضغوط مؤخرًا. لكنهما لا يزالان ينقصهما الزخم الإيجابي الذي تتمتع به العملات الحساسة لسوق السلع.

فقد ارتفع الدولار الأسترالي اليوم، مستعيدًا مستوى 0.69$ بعد أن رفع الاحتياطي الأسترالي معدلات الفائدة للمرة التاسعة على التوالي اليوم. حيث رفع الاحتياطي الأسترالي معدلات الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس كما هو متوقع، لكنه أشار أيضًا إلى ضرورة اعتماد مزيد من الزيادات في الأشهر المقبلة، ويبدو أنه تخلى عن موقفه السابق حينما أشار إلى احتمال إيقاف حملة التشديد النقدي.

وصحيح أن الاحتياطي الأسترالي لم يشر إلى تحوّل موقفه بشكل كامل، لكن هذا الوضع يمثل عبء على البنك المركزي الذي ربما أصبح متفائلًا للغاية بشأن توقعاته الخاصة بالتضخم، حتى اكتشف أن معركته ضد التضخم لا تزال مستمرة.

يبدو أن المستثمرين يعتقدون أن بنك كندا قد يندم أيضًا على إشارته الأخيرة بشأن إيقاف دورة التشديد النقدي الخاصة به، وذلك بالنظر إلى ارتفاع الدولار الكندي اليوم حتى بظل اتساع فروق معدلات الفائدة على العملة الكندية هذا العام.

 

الين يرتفع مستفيدًا من ارتفاع معدل الأجور، والذهب يترقب خطابات باول وبايدن الحاسمة

 

يعد الين صاحب ثاني أفضل أداء اليوم، حيث ارتفع متجاوزًا مستوى 132 مقابل الدولار، ليعوض بعض خسائر أمس التي شهدها عندما تعرض لضغوط بظل تقارير تفيد بأن نائب رئيس بنك اليابان المتحفظ -ماسايوشي أماميا- قد يشغل منصب رئيس بنك اليابان عندما تنتهي ولاية كورودا في إبريل.

مع ذلك، مهما كان موقف الحاكم الجديد متحفظًا، قد لا يكون ذات تأثير كبير إذا كانت البيانات تتحرك في الاتجاه الصحيح وهذا ما قد يحدث في النهاية. حيث ارتفعت الأجور الإجمالية في اليابان بأسرع وتيرة لها منذ عام 1997 في ديسمبر وفقًا لأرقام اليوم، لتصل إلى مستوى 4.8٪ على أساس سنوي.

وقد شهد نمو الأجور ارتفاعًا حتى قبل إجراء مفاوضات الأجور في الربيع، مما يعزز احتمال أن يعلن بنك اليابان عن إلغاء برنامج التحفيز في إبريل أو بعد ذلك.

في سوق السلع، راح الذهب يرتفع رغم قوة الدولار وتراجع التوترات بين الصين والولايات المتحدة. حيث بعد إسقاط منطاد تجسس صيني مشتبه به كان يحلق فوق المجال الجوي الأمريكي، أشار الرئيس بايدن أن هذا الموقف لم يضر بالعلاقات بين بكين وواشنطن.

من المرجح أن يثير بايدن بعض الخلافات مع الصين مرة أخرى عندما يلقي خطاب حالة الاتحاد في وقت لاحق من اليوم، كما قد يثير خلافات مع روسيا أيضًا. لكن بالنسبة للذهب، قد يتأثر بتعليقات باول بشكل أكبر.