اللمحة اليومية عن الأسواق – الدولار الأمريكي يرتفع، سوق الأسهم يتراجع بعد صدمة تقرير وظائف القطاع غير الزراعي، والين الياباني يتراجع متأثرًا بالشائعات المنتشرة حول بنك اليابان


بحوث XM الاستثمارية

  • ارتفاع أرقام الوظائف يؤثر سلبًا على انتعاش أسهم التكنولوجيا الأخير، لكن يقدّم الدعم للدولار الأمريكي، وخطابات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي هي الاختبار التالي
  • الين الياباني يتراجع متأثرًا بأخبار تفيد بأن خليفة محافظ بنك اليابان سيكون أحد أهم الداعمين للسياسة التيسيرية للغاية
  • الذهب يتعرض لضغوط شديدة بظل ارتفاع العوائد، لكن يعوّض بعض الخسائر مستفيدًا من التوترات القائمة بين الصين والولايات المتحدة

الأسواق تتعلم ألا تعارض الاحتياطي الفيدرالي

 

سبّب تقرير الوظائف الصادر يوم الجمعة حالة من الصدمة في الأسواق، حيث أظهر أن الاقتصاد الأمريكي أضاف 517 ألف وظيفة في يناير، مما بدّد المخاوف بشأن تفاقم التباطؤ الاقتصادي. والأهم من ذلك، حقيقة أن سوق العمل يوفر العديد من الوظائف في هذه المرحلة المتأخرة من دورة التشديد النقدي تدعم سيناريو “استمرار ارتفاع معدلات الفائدة لفترة أطول” بشكل كامل، بينما تثير الشكوك حول رهانات السوق التي تشير إلى احتمال خفض معدلات الفائدة في وقت لاحق من هذا العام.

لكن أرقام وظائف القطاع غير الزراعي لم تكن السبب الوحيد وراء تبدُّد رهانات أولئك الذين ينتظرون تحوّل سياسة الفيدرالي المتشددة قريبًا، فقد كان السبب الآخر هو بيانات مؤشر مديري المشتريات للقطاع غير الصناعي الصادر عن معهد إدارة التوريد الذي تجاوز التوقعات أيضًا والذي يتضمن مكونات الأسعار المدفوعة ليس فقط النشاط والطلبات الجديدة. ويبدو أن السبب الأخير بمثابة تذكير للمتداولين بأن معركة الفيدرالي ضد التضخم لم تنته بعد حتى لو شهدنا بعض التباطؤ في التضخم.

لا شك أن البيانات الأخيرة دفعت المستثمرين لإعادة تسعير توقعاتهم بشأن المستوى النهائي الذي قد تصل إليه معدلات الفائدة حسبما تشير العقود الآجلة لصناديق الاحتياطي الفيدرالي، حيث باتوا يتوقعون ارتفاع معدلات الفائدة فوق مستوى 5.0٪، بينما تراجعت احتمالات توجه الفيدرالي لخفض معدلات الفائدة في النصف الثاني من عام 2023 بشكل كبير. وجدير بالذكر أن أجندة الاقتصاد الأمريكي أكثر هدوءًا هذا الأسبوع، لكن هذا لا يعني أن الأسواق ستكون أكثر هدوءًا نظرًا لوجود عدد كبير من خطابات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، بما في ذلك خطاب الرئيس باول يوم الثلاثاء.

بعد إشارات باول المتباينة الأسبوع الماضي، والتي عززت ارتفاع أسهم وول ستريت، يبدو أن تعليقات صانعي السياسة في الأيام المقبلة ستحدد ما إذا كانت موجة البيع التي شهدتها الأسهم يوم الجمعة مجرد حالة طارئة أم الحقيقة التي يجب أن تكون عليها.

 

أسواق الأسهم تتراجع، لكن لم تتعرض لموجة بيع حادة

 

كانت أسهم التكنولوجيا -التي قادت الارتفاع الأخير لأسواق الأسهم- الخاسر الأكبر يوم الجمعة بظل ارتفاع عوائد السندات في أعقاب ذلك. فجدير بالذكر أن العائد على سندات الخزانة الأمريكية الآجلة لعشر سنوات يواصل الارتفاع اليوم، مسجلًا أعلى مستوى له خلال اليوم عند 3.58٪، ليرتفع بأكثر من 20 نقطة مئوية من أدنى مستويات سجّلها يوم الجمعة.

ونظرًا لأن تقييمات شركات التكنولوجيا تخضع لفحص دقيق عقب انتعاش يناير، يمكن للعوائد المرتفعة أن تحد من مكاسب أسهم التكنولوجيا إذا كانت هذه هي فقط البداية لتعافي العوائد. لكن قد يرغب المستثمرون في رؤية مزيد من العلامات على تحسُن توقعات الاقتصاد الأمريكي قبل تصعيد عمليات البيع بشكل أكبر. ورغم ارتفاع أرقام الوظائف وانخفاض معدل البطالة، فقد اعتدل معدل نمو الأجور بعض الشيء في يناير، مما عزز الآمال بشأن احتمال تباطؤ الاقتصاد بشكل صحي وتدريجي. ويبدو أن تقرير مؤشر أسعار المستهلكين الصادر الأسبوع المقبل سيكون عاملًا أساسيًا لدعم وجهة النظر هذه.

كما يبدو أن أسهم وول ستريت لم تتعرض لموجة بيع حادة بسبب عدم أرجحية أن يصبح الاحتياطي الفيدرالي أكثر تشددًا مما هو عليه بالفعل، وأسوأ سيناريو قد يعتمده الفيدرالي هو رفع معدلات الفائدة لتصل إلى مستوى 5.0-5.25٪ وإبقائها عند هذا المستوى لفترة من الوقت – وقد أشار صانعو السياسة النقدية إلى هذا السيناريو بالفعل.

أغلق مؤشر ناسداك المركب على تراجع بنسبة 1.6٪ اليوم وتراجع مؤشر ستاندرد أند بورز 500 بنسبة 1.0٪. ولا تزال العقود الآجلة تتراجع اليوم قبيل نشر أرباح شركة Activision Blizzard.

 

الذهب يتعرض لضغوط، لكن يعوّض بعض الخسائر مستفيدًا من التوترات الجيوسياسية

 

حاول الذهب أن يعاود الارتفاع اليوم بعد أن لامس أدنى مستوى له عند 1,860$ للأونصة لفترة وجيزة في وقت سابق من الجلسة. فيبدو أن ارتفاع العوائد والدولار يؤثر سلبًا على  الذهب، ورغم أن المعدن الثمين تراجع بنسبة 5٪ تقريبًا من أعلى مستوى سجّله الأسبوع الماضي والذي كان دون مستوى 1.960$ للأونصة بقليل، فقد يكون هذا تصحيحًا هبوطيًا متأخرًا قصير الأجل بعد ارتفاع رائع استمر لمدة ثلاثة أشهر.

مع ذلك، يلقى الذهب بعض الدعم حاليًا من التوترات الجيوسياسية حيث تجددت الخلافات بين واشنطن وبكين. فقد أسقطت الولايات المتحدة قمرًا صناعيًا صينيًا كان يحلق فوق المجال الجوي الأمريكي يوم السبت، حيث اشتبهوا فيه أنه للتجسس. وصرّحت الصين أن القمر الصناعي كان لتجميع بيانات حول الطقس واتهمت الولايات المتحدة بأنها تبالغ في ردة فعلها. وجاءت هذه الحادثة في الوقت الذي شهدت فيه علاقة الدولتين بعض التحسُن مؤخرًا.

 

الدولار يُمدّد المكاسب التي سجّلها بعد تقرير وظائف القطاع غير الزراعي، والين الياباني يتراجع

 

لم يستفد الين الياباني من ميزته كأصل ملاذ آمن اليوم، حيث تراجع تأثرًا بالأخبار التي تفيد بأن خليفة محافظ بنك اليابان القادم أحد أهم الداعمين للسياسة النقدية التيسيرية للغاية مثل كورودا. وتنكر الحكومة اليابانية هذه الأخبار، لكن إذا كانت صحيحة، فإن نائب المحافظ ماسايوشي أماميا -الذي كان أحد مؤسسي برنامج التحفيز التيسيري التابع لبنك اليابان- سيتولى منصب كورودا عندما تنتهي ولايته في إبريل.

فإذا تولى أماميا منصب الرئيس التالي، لن يسعى لتخفيف كل عناصر برنامج التحفيز، فحتى إذا تم إلغاء سياسة التحكم في منحنى العائد، فمن غير المرجح أن ترتفع معدلات الفائدة، مما قد يُعرّض الين لضغوط شديدة.

ارتفع الدولار الأمريكي فوق مستوى 132 مقابل الين اليوم، بينما سجّل أعلى مستوى له في أربعة أسابيع مقابل سلة من العملات.

كان الدولار النيوزيلندي هو الأسوأ أداءً اليوم، كذلك تراجع الدولار الأسترالي. لكن قد يلقى الدولار الأسترالي بعض الدعم يوم الثلاثاء إذا اعتمد الاحتياطي الأسترالي لهجة أكثر تشددًا إلى حد ما عندما يعلن عن قراره بشأن السياسة النقدية.