اللمحة اليومية عن الأسواق – المركزي الأوروبي يرفع الفائدة وسط الاضطرابات المالية ولكن يفتح الباب لوقف عملية تشديد السياسة النقدية، والأسواق ترتفع


بحوث XM الاستثمارية

  • المركزي الأوروبي يرفع الفائدة كما كان متوقعاً لكنه يتخلى عن التوجيهات المستقبلية، واليورو يرتفع
  • البنوك الأمريكية تضخ 30 مليار دولار لإنقاذ بنك First Republic المتعثر
  • الأسهم تنتعش، العوائد ترتدّ صعوداً بشكل خجول، والدولار يتراجع
  • الحذر سيد الموقف اليوم مع اقتراب موعد انتهاء الخيارات

مخاوف الأزمة المصرفية تنحسر بعد عملية انقاذ جديدة

تتجه أسواق الأسهم على مستوى العالم لإنهاء الأسبوع على خسائر فادحة رغم الانتعاش الذي حققته هذا الصباح. تفاجئ المستثمرون بمجموعة من التطورات السريعة هذا الأسبوع الماضي، ولكن يبدو أنهم أصبحوا مقتنعين أخيراً أن السلطات قد بذلت كل ما في وسعها لتجنب حدوث أزمة مصرفية أعمق.

في وقت تستمرّ فيه تداعيات انهيار بنك Silicon Valley الأسبوع الماضي بالتأثير على القطاع المصرفي الأمريكي، يعاني بنك First Republic من أزمة ثقة في صفوف المستثمرين. في استجابة منسقة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي، وخزانة الولايات المتحدة، و 11 بنكًا في وول ستريت، وافق كبار المقرضين في الولايات المتحدة على سد الفجوة في الميزانية العمومية للبنك المتعثر عن طريق مدّه بثلاثين مليار دولار على هيئة ودائع.

ارتفع سعر سهم First Republic من أدنى مستوياته على مر التاريخ يوم الخميس بعد الإعلان عن تفاصيل حزمة الإنقاذ.

 

المركزي الأوروبي يرفع معدلات الفائدة، لكن يلمح لإمكانية وقف عملية التشديد

في أوروبا، رفع المركزي الأوروبي معدلات الإقراض الرئيسية بمقدار 50 نقطة أساس كما كان متوقعاً على نطاق واسع. كان هناك الكثير من الشكوك حول ما إذا كان المركزي الأوروبي سيرفع الفائدة كما كان مخططاً وسط تفاقم الأزمة المصرفية. بذلت الرئيسة كريستين لاغارد قصارى جهدها لتعزيز الثقة في النظام المصرفي لمنطقة اليورو، ومن الواضح أن تحرك المركزي السويسري لدعم بنك Credit Suisse سمح لصانعي السياسة في المركزي الأوروبي برفع الفائدة.

ولكن ما لم يكن في الحسبان هو قرار المركزي الأوروبي بالتخلي عن توجيهاته المستقبلية بشأن مواصلة تشديد السياسة النقدية. قبل انهيار SVB، أشار صانعو السياسة عدة مرات إلى أنهم قد يعمدون على الأقل لرفع الفائدة عدة مرات بمعدل 50 نقطة أساس في المستقبل. لذا فإن قرارهم الاعتماد كليًا على البيانات يشير إلى أنهم مستعدون للامتناع عن رفع الفائدة في مايو إذا لم يتحسن الوضع في الساحة المصرفية.

 

أسهم شركات التكنولوجيا تقود الانتعاش الأخير

جائت تطمينات السياسيين في أوروبا وأمريكا لتدعم العواطف في السوق بالأمس، وواصلت شهية المخاطرة التعافي اليوم.

راحت المؤشرات الأوروبية ترتفع بعد الجلسة الإيجابية في وول ستريت بالأمس. إلى جانب انتعاش الأسهم الأمريكية ارتداد عوائد سندات الخزانة صعوداً بعض الشيء. لكن العوائد على جميع السندات لا تزال بعيدة عن أعلى المستويات التي بلغتها في أوائل مارس وهذا ما استفادت منه أسهم شركات التكنولوجيا.

بما أن الأسهم المالية كانت المتضرر الأكبر، ولم يتأثر مؤشر ناسداك بالاضطرابات، حيث ارتفع أكثر من 5 ٪ منذ يوم الاثنين. مع تعرض النظام المالي للضغط، من المرجح أن يلجأ المستثمرون إلى عمالقة التكنولوجيا المعتادين لاستراتيجياتهم الدفاعية. كانت بيكوين أيضًا من أكبر المستفيدين من تراجع العوائد.

 

مخاوف السيولة المصرفية واقتراب موعد انتهاء الخيارات

لكن العقود الآجلة للولايات المتحدة فقدت بعض الزخم اليوم، مما يعكس بعض الحذر قبيل انتهاء الخيارات. تشير التقديرات إلى أن 2.7 تريليون دولار من الخيارات ستنتهي اليوم. يثير انتهاء عقود خيارات الأسهم والعقود الآجلة للمؤشرات وخيارات المؤشرات عادةً بعض التقلبات متى تصادفت في نفس النهار كما هو الحال اليوم.

إذا تزامنت نهاية هذه الخيارات مع بعض العناوين الجديدة المقلقة بشأن القطاع المصرفي، قد تضرب السوق حالة من الفوضى. على الرغم من عودة بعض التفاؤل إلى الأسواق، تبقى المخاوف حول صحة البنوك مرتفعة لأنها اقترضت مبالغ قياسية من الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع. استفادت البنوك الأمريكية من التسهيلات التي قدمها هذا الأخير بالإضافة إلى برنامج الإقراض المصرفي الذي أطلقه في أعقاب انهيار SVB.

 

الدولار يعاني نتيجة تراجع رهانات رفع الفائدة، واليورو يبقى عرضة للمزيد من التراجعات

لا يزال من المتوقع أن يحذو الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل حذو المركزي الأوروبي – وأن يرفع الفائدة، ثم التوقف مؤقتًا. إن التوقعات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي يقترب من نهاية دورة التشديد قد أثرت على الدولار الأمريكي، والذي لم يتلق سوى دعم محدود من تدفقات الملاذ الآمن.

تعافى كل من اليورو والفرنك السويسري إلى حد ما من فوضى بنك Credit Suisse. يتعرض Credit Suisse لضغوط للاندماج مع UBS لكن كلا البنكين يترددان في سلوك هذا المسار، وبالتالي فإن الأزمة لم تنته بعد.

لذا لا تزال اصول الملاذ الآمن التقليدية مثل الذهب تحافظ على قوتها، فقد ارتفع المعدن الثمين اليوم رغم تحسّن شهية المخاطرة.