اللمحة اليومية عن الأسواق – اجتماع الاحتياطي الفيدرالي يتصدر قائمة اجتماعات البنوك المركزية المرتقبة حول العالم


بحوث XM الاستثمارية

  • الاحتياطي الفيدرالي يستعد لرفع الفائدة بمعدل 25 نقطة أساس، لكن أهم ما يشغل الأسواق حاليًا كيف ستبدو لهجة باول؟
  • الدولار الأمريكي لا يزال يتراجع، وأسواق الأسهم تعاود الارتفاع
  • الأسواق تترقب إصدار تقارير أرباح شركة Meta غدًا، بالإضافة إلى انطلاق اجتماعي كل من المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا

الاحتياطي الفيدرالي يسعى لتحقيق التوازن في الأسواق

 

لا شك أن جميع الأنظار تتوجه اليوم نحو قرار معدلات الفائدة المرتقب بشدة من اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة. فالأسواق بأكملها تتوقع أن يتوجه الاحتياطي الفيدرالي لإبطاء وتيرة رفع معدلات الفائدة باعتماد زيادة بمعدل 25 نقطة أساس خلال اجتماعه اليوم. وبما أن حجم الزيادة متوقع بالفعل، فإن ردة فعل السوق ستكون مدفوعة غالبًا بنوع اللهجة التي سيعتمدها الرئيس باول بالإضافة إلى تعليقاته حول الاقتصاد.

سيكون من الصعب على رئيس الاحتياطي الفيدرالي تحقيق التوازن بين ما يحتاجه الاقتصاد وما هو ضروروي لكبح التضخم نهائيًا. فالضغوط التضخمية تراجعت أخيرًا والمؤشرات الرئيسية تشير إلى تباطؤ الاقتصاد في المستقبل، لكن سوق العمل لا يزال قويًا بشكل استثنائي وتراجعت الظروف المالية إلى حدٍ مقلق، مما يُرجح عودة خطر التضخم مرة ثانية.

لن يشعر الاحتياطي الفيدرالي أنه نجح في معركته ضد التضخم حتى يرى بعض التراجع في أرقام سوق العمل، وهذا التراجع لم يظهر بعد. لذلك، لا يوجد مبرر حقيقي ليبدو باول “متحفظًا” اليوم، بل الأسوأ يمكن أن تؤدي التعليقات المتحفظة إلى مزيد من التخفيف في الظروف المالية والتي قد تطيل هذا الوضع.

بدلاً من ذلك، سيؤكد باول على مدى قوة سوق العمل وأن التضخم لا يزال مرتفعاً بشكل غير مريح، مما يُبدّد آمال الأسواق بشأن احتمال تخفيض معدلات الفائدة في وقت لاحق من هذا العام. ويبدو أن المستثمرين ليسوا مستعدين لمثل هذه الرسالة المتشددة بالنظر إلى تحركات الأسواق الأخيرة التي تشير إلى التفاؤل الشديد الذي يسيطر عليهم مؤخرًا.

وهذا التفاؤل ظاهر بوضوح، فأسواق الأسهم تشهد ارتفاعات، والدولار يتعرض لضغوط شديدة، والتقلبات الضمنية منخفضة للغاية، لذلك يبدو أن المستثمرين غير قلقين بشأن لهجة باول المتشددة. بالطبع قد يكون هذا التفاؤل المتزايد سابق لأوانه.

 

هل المزاج العام الإيجابي الذي تشهده أسواق الأسهم مبررًا؟

 

كان المزاج العام في الأسواق المالية إيجابيًا هذا العام. يبدو أن السبب وراء هذه الإيجابية يرجع لتحسُن الأوضاع الاقتصادية العالمية – فالاحتياطي الفيدرالي يقترب من إنهاء دورة التشديد النقدي، وأوروبا قد تتجنب خطر الركود الذي تم توقعه بسبب أزمة الطاقة، كما سيساعد إعادة الانفتاح الاقتصادي الصيني على زيادة الطلب.

في الواقع، يبدو أن هذا المزاج الإيجابي يعكس ارتفاع معدلات السيولة بشكل كبير، والذي أبطل مفعول عملية تخفيض الميزانية العمومية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي. ورغم أن الاحتياطي الفيدرالي يواصل سحب السيولة من النظام المالي من خلال عملية التشديد الكمي، فلم تحقق هذه العملية غرضها الأساسي بسبب تسهيلات إعادة الشراء العكسي وانتهاء رصيد وزارة الخزانة النقدي مؤخرًا.

وبالتالي، عادت السيولة إلى الأسواق الأمريكية مرة أخرى هذا العام، مما يفسر التقدم الهائل الذي تشهده أسواق الأسهم وعدم قدرة الدولار على مواصلة الارتفاع. والدليل على ذلك أن أفضل الأسهم أداءً هذا العام هي شركات لا تحقق أرباح وذات قيمة منخفضة وتم إهمالها العام الماضي. وهذه هي الأصول التي تعتمد بشكل أساسي على تدفقات السيولة، مثل العملات المشفرة البديلة التي سجّلت أداءً متميزًا مؤخرًا.

عندما ترتفع معدلات السيولة، تميل الأسهم لتجاهل الأخبار السلبية ويصبح الدولار ضعيفًا، لكن عادةً ما تكون هذه ظاهرة مؤقتة. فيمكن أن تنعكس بمجرد الاتفاق على سقف للديون في الكونجرس وتبدأ وزارة الخزانة في إعادة بناء رصيدها النقدي، مما يؤكد أهمية اجتماع اليوم بين الرئيس بايدن ورئيس مجلس النواب الجمهوري مكارثي لمناقشة هذا الموضوع.

من منظور المخاطرة إلى العائد، من الصعب أن تكون متفائلاً بشأن الأسهم حيث يتم تداول مؤشر ستاندرد أند بورز 500 بأرباح آجلة 18 ضعف قيمتها في بيئة يتدهور فيها نمو أرباح الشركات.

 

الأسواق تترقب سلسلة من الإصدارات الأمريكية وتقارير الأرباح، بالإضافة إلى اجتماعات البنوك المركزية

 

قبل اجتماع الاحتياطي الفيدرالي اليوم، ستصدر العديد من البيانات المهمة، بما في ذلك أحدث مجموعة من أرقام التضخم في منطقة اليورو، بالإضافة إلى تقرير الوظائف الصادر عن ADP ومؤشر مديري المشتريات للقطاع الصناعي الصادر عن معهد إدارة التوريد بالولايات المتحدة.

على صعيد موسم الأرباح، ستعلن شركة Meta Platforms العملاقة عن نتائجها ربع السنوية بعد إغلاق جلسة وول ستريت. بعد ذلك، سيوجه المتداولون تركيزهم نحو اجتماعي المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا اللذان سينعقدان غدًا.