اللمحة اليومية عن الأسواق – قرار الاحتياطي الفيدرالي الأخير بشأن معدلات الفائدة يؤثر سلبًا على الدولار، والأسواق لا تزال تترقب اجتماعي المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا


بحوث XM الاستثمارية

  • رئيس الاحتياطي الفيدرالي يعتمد لهجة حيادية، وأسواق الأسهم تعتبر موقفه بمثابة إشارة إيجابية لتواصل ارتفاعها
  • جميع الأنظار تتوجه نحو اجتماعي المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا، وكلاهما يستعد لرفع الفائدة بمعدل 50 نقطة أساس
  • موسم الأرباح لا يزال في قمة نشاطه بظل ترقُب تقارير أرباح شركات Apple وAmazon وGoogle

قرار الاحتياطي الفيدرالي الأخير يؤثر سلبًا على الدولار الأمريكي، لكن يقدّم الدعم لأسواق الأسهم

 

كما كان متوقعًا، رفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الفائدة بمعدل 25 نقطة أساس أمس وأعلن عن نيته لاعتماد مزيد من التشديد في المستقبل. وعلى عكس المتوقع، اعتمد باول -رئيس الاحتياطي الفيدرالي- لهجة حيادية نسبيًا خلال مؤتمره الصحفي، حيث اعترف أخيرًا أن التضخم بدأ يتراجع بالفعل، لكنه أكد أيضًا أن الاحتياطي الفيدرالي لا يتوقع خفض معدلات الفائدة هذا العام.

وبالتالي، عمَّ بعض التفاؤل في الأسواق أمس، حيث تأكد رئيس الاحتياطي الفيدرالي الآن من إمكانية تباطؤ الاقتصاد بشكل تدريجي وصحي، خاصةً وأنهم استطاعوا كبح التضخم دون أن يشهد الاقتصاد ركود عميق. وأضاف أن الضغوط “الانكماشية” بدأت تظهر، لكنه حاول تحقيق بعض التوازن لذا حذّر أنه من السابق لأوانه إعلان فوزه في معركته ضد التضخم، ويتوقع اعتماد زيادتين أخريين في معدلات الفائدة.

لكن ما لفت انتباه السوق حقًا هو عزوفه عن الحديث حول تخفيف الظروف المالية. فقد كانت لديه فرص عديدة للتعبير عن قلقه بشأن مدى تخفيف الظروف المالية مؤخرًا، لكنه قرر عدم القيام بذلك. وبالطبع، كانت تلك إشارة إلى أن توقعات المستثمرين لم تكن “معارضة للاحتياطي الفيدرالي”، مما دفعهم إلى شراء أصول المخاطر المرتفعة والابتعاد عن الدولار الأمريكي.

وقد شهدت أسواق الأسهم وأسعار الذهب ارتفاع آخر ملحوظ في الوقت الذي تراجعت فيه العوائد على سندات الخزانة والتي أثرت سلبًا على الدولار بشكل حاد.

 

الأسواق تترقب اجتماعي المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا

 

سجّل زوج اليورو مقابل الدولار مستويات مرتفعة جديدة حول منطقة 1.10$ بمجرد انتهاء اجتماع الفيدرالي، وقبل أن يعلن المركزي الأوروبي عن قراره بشأن معدلات الفائدة اليوم. فمن المتوقع على نطاق واسع أن يرفع المركزي الأوروبي معدلات الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، خاصةً بعد أن أكدّت الرئيسة لاغارد على اعتماد مثل هذه الخطوة في الاجتماع السابق.

ويبدو أن اليورو يترقب ما إذا كانت ستشير لاغارد أيضًا إلى احتمال اعتماد زيادة أخرى بمعدل 50 نقطة أساس في شهر مارس، وهو ما يبدو مرجحًا خاصةً بظل استمرار ارتفاع التضخم، بالإضافة إلى تحسُن توقعات النمو الاقتصادي مؤخرًا بظل تراجع أسعار الغاز.

بينما يبدو أن الوضع سيكون أكثر تعقيدًا بالنسبة لبنك إنجلترا، الذي يجب أن يوازن بين معركته ضد التضخم المتصاعد بقوة واستطلاعات الأعمال التي تشير إلى تدهور الاقتصاد بوتيرة سريعة. وجدير بالذكر أن الأسواق بالكامل تتوقع أن يتوجه بنك إنجلترا لرفع الفائدة بمعدل 50 نقطة أساس، لكن قد يُخيّم الحذّر على قرار بنك إنجلترا في حالة حدوث انقسام شديد بين صناع السياسة النقدية أو إذا واصلت التوقعات الاقتصادية الإشارة إلى احتمال حدوث خطر الركود هذا العام.

أما بالنسبة للجنيه الإسترليني، من الصعب أن تكون صورته الفنية إيجابية. خاصةً وأن بنك إنجلترا يتباطأ خلال دورة التشديد هذه، واقتصاد المملكة المتحدة يتعرض لأزمة تلو الأخرى، والإضرابات القائمة حاليًا هي أحدث أزماته، كما أن حساسية الجنيه الإسترليني لشهية المخاطرة العالمية تجعله عُرضة لعمليات البيع في حالة تلاشي الارتفاع الأخير الذي تشهده أسواق الأسهم.

 

موسم الأرباح لا يزال في قمة نشاطه بظل ترقُب تقارير أرباح عمالقة التكنولوجيا

 

تترقب الأسواق سلسلة من تقارير الأرباح الصادرة من عمالقة التكنولوجيا في وول ستريت اليوم. حيث ستعلن شركات Apple وAmazon وGoogle عن أرباحها بعد إغلاق السوق ويمكن أن تُسبّب نتائجها موجات من الصدمة في السوق بأكمله نظرًا لأهميتها الكبيرة بالنسبة لجميع المؤشرات مثل مؤشر ستاندرد أند بورز 500.

كما سجّلت أسهم شركةMeta  ارتفاعًا ملحوظًا أمس بعد أن ألغت نفقاتها الرأسمالية المخطط لها وأعلنت عن برنامج ضخم لإعادة شراء الأسهم بقيمة 40 مليار دولار، مما دفع سهمها للارتفاع بنسبة 20٪ في فترة ما بعد ساعات التداول.

بشكل عام، تشهد الأسواق قدر كبير من التفاؤل، والذي لا يجب أن يكون بالضرورة مستدام أو حقيقي، خاصةً وأن سبب الارتفاع الأخير الذي سجّله مؤشر ستاندرد أند بورز 500 يرجع لتداول المؤشر بأرباح آجلة أعلى من 18 ضعف قيمتها، حتى في الوقت الذي تشير فيه المؤشرات الرئيسية إلى تباطؤ الاقتصاد وتدهور نمو أرباح الشركات.

ويبدو أن وجهة النظر التي تفيد بأن هذا الارتفاع الذي تشهده الأسهم مبني على أسس متزعزعة حقيقية. والدليل على ذلك، أن أفضل الأسهم أداءً هذا العام هي الشركات الأقل قيمة، والتي تم إهمالها العام الماضي لأنها استنفذت سيولتها.