اللمحة اليومية عن الأسواق – الأسواق تنتعش قليلًا بعد محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الذي لم يحمل أية مفاجآت بشأن تشديد السياسة النقدية


بحوث XM الاستثمارية

  • أسهم وول ستريت ترتفع مباشرةً عقب نشر محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي، لكن موجة الانتعاش المتواضعة تلك سرعان ما تتلاشى
  • المخاوف بشأن الركود التضخمي وتباطؤ الاقتصاد الصيني لا تزال تطارد المستثمرين
  • الدولار يستقر، والجنيه الاسترليني يترقب خطة سوناك الجديدة لمكافحة غلاء المعيشة

محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي يرسي بعض الهدوء

شهدت الأسواق بعض التقلبات الضيقة نسبيًا اليوم، حيث راحت العقود الآجلة لمؤشرات وول ستريت تتذبذب بالقرب من مستويات إغلاق الأمس، كما سجل الدولار الأمريكي تبايناً في الأداء مقابل منافسيه. ويبدو أن تحسّن شهية المخاطرة الطفيف جاء نتيجة انتعاش أسهم شركات التكنولوجيا الأمريكية بالأمس، التي ارتفعت بعد أن ألمح محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة أن الاحتياطي الفيدرالي قد يتوقف مؤقتًا عن رفع معدلات الفائدة في وقت لاحق من هذا العام.

جاء محضر شهر مايو متماشيًا مع مواقف وآراء صانعي السياسة في الفيدرالي الذي كانوا يعربون عنها منذ ذلك الاجتماع، ولكنه أظهر بعض المخاوف من اعتماد إجراءات أكثر تشددًا. وكان رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول من أكثر الأصوات تشددًا بعد اجتماع مايو، وأثارت تصريحاته قلق المستثمرين.

عزز المحضر التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي قد يرفع الفائدة مجددًا بمعدل 50 نقطة أساس في الاجتماعين المقبلين، لكن صانعو السياسة يدعمون فكرة التحرك بوتيرة سريعة الآن، حتى تُتاح لهم فرصة التوقف مؤقتًا في وقت لاحق من العام ليتمكنوا من تقييم الوضع الاقتصادي ومدى تأثره بعملية التشديد.

اعتبرت الأسواق هذه الآراء إشارة واضحة على استعداد الاحتياطي الفيدرالي لإبطاء وتيرة التشديد إذا بدأ التضخم في الاعتدال، وهذا الأمر اعتبره المستثمرون بارقة أمل بالأخص بظل حقيقة أن عددًا من أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة توقعوا أن “ضغوط الأسعار الإجمالية لن تتصاعد أكثر”.

مع ذلك، رغم أن المحضر قدم عدة أسباب للتفاؤل، إلا أن الوضع كله يعتمد على مدى سرعة بدء ضغوط التضخم في التلاشي. خلاف ذلك، أشار الاحتياطي الفيدرالي إلى أن اتخاذ “موقف أكثر تشددًا” قد يكون ضروريًا. لذلك الحذر سيد الموقف في الأسواق اليوم خوفاً من حدوث بعض الارتدادات.

 

الأسهم تعاني للحفاظ على المكاسب

ارتفعت الأسهم الأوروبية بشكل متواضع اليوم عقب ارتفاع مؤشر ستاندرد أند بورز 500 بنسبة 1% وارتفاع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 1.5% بالأمس. ارتفع كلا المؤشرين مدفوعين بارتفاع أسهم Amazon و Tesla، وكذلك كان أداء أسهم شركات القطاع الاستهلاكي بشكل كبير حيث ساعدت ثقة الاحتياطي الفيدرالي في قوة الإنفاق الاستهلاكي الأمريكي والتي انعكست في محضر الاجتماع في دعم القطاع بأكمله.

مع ذلك، سجلت الأسواق الآسيوية تباينًا في الأداء اليوم، وسجلت العقود الآجلة للمؤشرات الأمريكية مكاسب متواضعة، بظل تجدد المخاوف بشأن ضعف الاقتصاد الصيني. ورغم إجراءات الدعم العديدة التي أعلنت عنها السلطات النقدية في الصين خلال الأسابيع القليلة الماضية، إلا أن القلق لا يزال يسيطر على المستثمرين، الذين يعتبرون أنه على السلطات اتخاذ المزيد من إجراءات الدعم حالياً. وبالأمس، حذر رئيس الوزراء الصيني، لي كه تشيانغ، من احتمالية عدم نمو الاقتصاد على الإطلاق في الربع الحالي، وهذا أسوأ من الحالة التي انعكست في موجة الركود التي مر بها في عام 2020.

 

الين يستفيد من التوقعات السلبية بشأن مؤشرات النمو، والجنيه الإسترليني يترقب الدعم من تصريحات وزير المالية البريطاني سوناك

على ما يبدو أن الين يستفيد جيدًا من التوقعات السلبية حول وضع الاقتصاد حيث ارتفع مقابل جميع نظرائه هذا الأسبوع. فتراجع الدولار مقابل العملة اليابانية هذا الصباح مقترباً من أدنى مستوى في خمسة أسابيع، والذي كان قد سجله يوم الثلاثاء عند 126.35، بينما راح اليورو يتراجع لليوم الثالث على التوالي مقابل الين وسجل آخر تعاملاته عند 135.35.

كما تراجع اليورو أيضًا مقابل الدولار الأمريكي، وانخفض دون مستوى 1.07$ بعد أن سجل أعلى مستوى له في شهر واحد عند 1.0748$ يوم الثلاثاء، متأثراً بتراجع رهانات المستثمرين بشأن توجه المركزي الأوروبي لرفع الفائدة بمعدل 50 نقطة أساس في يوليو.

كما تراجع الأسترالي بظل استمرار المخاطر المحلية والصينية. حيث انخفض الإنفاق التجاري الأسترالي بشكل غير متوقع في الأشهر الثلاثة الأولى من العام، مما يشير إلى أن توقعات النمو في الربع الأول على الأرجح ستكون مخيبة.

مع ذلك، واصل الجنيه الاسترليني تمديد مكاسب الأمس وسجل آخر تعاملاته بالقرب من مستوى 1.2560$. حيث يأمل المستثمرون أن يقدم وزير المالية البريطاني ريشي سوناك دعمًا كبيرًا للأسر البريطانية بظل تزايد ضغوط تكاليف المعيشة. من المتوقع أن يكشف سوناك في وقت لاحق اليوم عن خططه حول كيفية مجابهة الأزمة، مع تزايد تكهنات بأنه سيعلن عن ضريبة غير متوقعة على شركات الطاقة تُستخدم لتمويل منحة بقيمة 10 مليارات جنيه إسترليني للمستهلكين، والتي سيتم تقديمها للمستهلكين على هيئة خصم على فواتير الوقود.