اللمحة اليومية عن الأسواق – أسهم شركات التكنولوجيا تواصل الارتفاع وسط جو من التفاؤل، والدولار يترقّب بيانات التضخم


بحوث XM الاستثمارية

  • البهجة تعمّ وول ستريت رغم التباين في تقارير الأرباح، مستفيدة بشكل كبير من ارتفاع أسهم Tesla
  • الدولار يرتفع بعض الشيء بعد أرقام نمو القوية، ويترقب اليوم بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي
  • الين يتقدّم بوتيرة ضعيفة في وقت يختبر فيه ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين في طوكيو قابلية سياسة بنك اليابان للتحكم بمنحنى العائد على الاستمرار

أسهم شركات التكنولوجيا ترتفع وتفرض بعض التافؤل

يتجه مؤشر ناسداك لإغلاق أسبوعه الإيجابي الرابع على التوالي، متفوقًا بالأداء على مؤشري داو جونز وستاندرد أند بورز 500، حيث تعافت أسهم شركات التكنولوجيا بشكل مفاجئ هذا العام. دخل موسم الأرباح هذا الأسبوع مرحلة مهمة فخلاله أصدرت مجموعة كبيرة من الشركات الكبرى تقارير أرباحها، واستطاع أكثر من ثلثي الشركات المدرجة في مؤشر ستاندرد أند بورز 500 التي نشرت تقارير أرباحها حتى الآن تجاوز التوقعات في وول ستريت.

ومع ذلك، لا يعكس أداء الشركات خلال الفصل الرابع الصورة الكاملة لعالم الأعمال الأمريكي بشكل دقيق، فقد أصدرت العديد من الشركات، بما في ذلك عملاقي التكنولوجيا Microsoft و Intel، توقعات مقلقة للغاية للفصل الحالي. ومع ذلك، يبدو أن المستثمرين قرروا تجاهل هذه التوقعات والتركيز عوضاً عن ذالك على النتائج الإيحابية.

صحيح أن تركيز المستثمرين على الإيحابيات بشكل رئيسي يعزز خطر حدوث موجة بيع ملحوظة عقب أي انتكاسة في تقارير الأرباح، إلّا أن وراء هذه الإيجابية التي تغمر الأسواق بعض الأسباب المقنعة. على سبيل المثال، كانت أسهم شركات التكنولوجيا هي الخاسر الأكبر في عام 2022 وانخفضت التقييمات المفرطة بشكل كبير. إضافةً إلى ذلك، تشير تقارير الأرباح الأخيرة، جنبًا إلى جنب مع إعلانات تسريح الموظفين، إلى أن لدى معظم شركات التكنولوجيا خطة عمل لإخراجها من هذا الانكماش.

حتى أن البعض، مثل Tesla، استطاعوا تحقيق نمو مستدام في المبيعات. أعلنت شركة صناعة السيارات الكهربائية عن أرباح ضخمة يوم الأربعاء، وأعرب الرئيس التنفيذي إيلون موسك عن تفاؤله بأن شركته قد تبيع حوالي مليوني سيارة هذا العام. ارتفع سهم Tesla بنحو 11% بالأمس، دافعاً مؤشر ناسداك المركب للارتفاع بنسبة 1.8%. ومع ذلك، تراجعت أسهم بعض شركات التكنولوجيا، حيث انخفضت أسهم شركة IBM بأكثر من 4% بعدما فشلت في تحقيق العوائد المتوقعة.

 

مخاوف الركود تتراجع، أسعار النفط ترتفع وأسعار الذهب تنخفض

امتدت الإيجابية إلى الأسواق الآسيوية هذا الصباح، معززةً بتلاشي مخاوف الركود. نما الاقتصاد الأمريكي أكثر بقليل من المتوقع في الفصل الرابع وفقًا لقراءة الناتج المحلي الإجمالي المتقدمة التي نُشرت بالأمس، بينما انخفضت طلبات إعانة البطالة إلى أدنى مستوياتها منذ أبريل من عام 2022، مما يؤكّد قوة سوق العمل.

وما عزز تفاؤل المستثمرين أيضًا كان تقرير حكومي صيني أشار إلى تراجع حالات الاستشفاء والوفيات الناتجة عن الإصابة بمرض كورونا بشكل كبير هذا الشهر، ما أثار الآمال في أن التعافي الاقتصادي الصيني لن يتأخر بسبب تسارع تفشي المرض.

ساعدت الأخبار أسعار النفط على الارتفاع وتعويض الخسائر التي تكبدتها في مطلع الأسبوع. لكن من ناحية أخرى، تراجعت أسعار الذهب متأثرةً بارتداد الدولار الأمريكي من أدنى مستوياته في ثمانية أشهر.

سجل المعدن الثمين آخر تداولاته بالقرب من مستوى 1925 دولارًا للأونصة، منخفضًا من أعلى مستوى في تسعة أشهر كان قد سجله بالأمس عند 1949 دولارًا للأونصة.

 

الدولار يجد بعض الدعم، والين يرتفع مدفوعاً بالتوقعات بشأن توجهات المركزي الياباني

لقي الدولار بعض الدعم من ارتفاع عوائد سندات الخزانة بعد مجموعة البيانات الأمريكية الإيجابية بالأمس، إلّا أن مؤشر الدولار تخلى عن بعض المكاسب ليستقر بالقرب من مستويات إغلاق الأمس عند افتتاح الأسواق الأوروبية هذا الصباح. ارتفعت احتمالات توجه الفيدرالي لرفع الفائدة بمعدل 50 نقطة أساس الأسبوع المقبل بشكل طفيف فقط بعد البيانات، مما يشير إلى أن المستثمرين لا يزالوا مقتنعين بأن المركزي سيلتزم الحذر نوعاً ما هذا العام.

يبدو أن المشاركين الأسواق يتناسون أسلوب الرئيس بأول عقب كل اجتماع سبق وإصراره على رفض فكرة اعتماد بنكه مسار أقل تشدداً. إلّا أنه قد يعتمد نفس الأسلوب هذه المرة أيضاً.

مع ذلك، من المحتمل أن يتجاهل المستثمرون التعليقات المتشددة للاحتياطي الفيدرالي إذا جائت أرقام نفقات الاستهلاك الشخصي اليوم ضعيفة ومخيبة. من المتوقع أن تشير الأرقام لتراجع المعدل السنوي لأسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي إلى 4.4% في ديسمبر، وانخفاض المعدل الشهري للاستهلاك الشخصي إلى 0.1%.

الوضع مغاير نوعًا ما في اليابان حيث لم يصل التضخم إلى الذروة بعد. ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي في طوكيو بأكثر من المتوقع في يناير ليصل لمعدل سنوي 4.3%. ارتفع العائد على السندات الحكومية الآجلة لعشر سنوات إلى 0.48% بعد البيانات، ليقترب بشكل خطير من السقف الذي حدده بنك اليابان عند 0.50%.

ارتفع الين الياباني مقابل معظم نظرائه اليوم، في وقت تزداد فيه التكهنات بأن بنك اليابان لن يكون قادرًا على الحفاظ على سياسة التحكم في منحنى العائد لفترة طويلة. مع ذلك، كانت مكاسبه متواضعة وكانت معظم الأزواج الرئيسية تتراجع قليلاً عن تحركات الأمس وسط بعض الحذر قبل اجتماعات الاحتياطي الفيدرالي والمركزي الأوروبي وبنك إنجلترا الأسبوع المقبل.