اللمحة اليومية عن الأسواق – الأسهم تتراجع مع مواصلة العوائد الأمريكية الارتفاع


بحوث XM الاستثمارية

  • الفوضى في سوق السندات الأمريكية تضرب الأسهم
  • الدولار يحقق مكاسب متواضعة رغم ارتفاع العوائد وضعف اليورو
  • الجنيه الإسترليني ينخفض بعد قرار بنك إنجلترا، والين يتراجع بعد قرار بنك اليابان

العوائد الأمريكية تواصل الارتفاع

اشتدّت العاصفة في أسواق السندات الأمريكية وأمست إعصاراً مدوياً ضرب بعمق أصول المخاطر المرتفعة مثل الأسهم. بلغت العوائد على السندات الحكومية الأمريكية مستويات مرتفعة للغاية، حيث وصل العائد على سندات العشر سنوات إلى أعلى مستوى له في الدورة عند 4.50% هذا الصباح.

يحمل ارتفاع العوائد بهذا الشكل تداعيات على كل فآت الأصول الأخرى. وبما أن العوائد هي في الأساس معدلات فائدة تحددها الأسواق، يدفع ارتفاعها القوي المستثمرين لزيادة احتياطياتهم النقدية وتقليل تعرضهم لأصول المخاطر المرتفعة مثل الأسهم. هذه الديناميكية تجلّت بوضوح بالأمس، حيث تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.6% مع ارتفاع العوائد.

وراء هذا الارتفاع العنيف لعوائد السندات يكمن التباين بين العرض والطلب. رفع الاحتياطي الفيدرالي تقديراته لمعدلات الفائدة على مدار السنوات القادمة هذا الأسبوع وأكدت البيانات الأمريكية الواردة صحة هذا الرأي، سيما بعد انخفاض طلبات إعانة البطالة بشكل حاد الأسبوع الماضي، مما يؤكد من جديد على قوة سوق العمل. وفي الوقت نفسه، تواصل وزارة الخزانة إغراق السوق بالديون الصادرة لتمويل العجز المتزايد في الميزانية.

ومع تصاعد المعروض في سوق السندات في الربع المقبل، في وقت يلتزم فيه الاحتياطي الفيدرالي الخفاظ على معدلات الفائدة المرتفعة لفترة أطول، قد تواصل العوائد جذب الضغوط الصعودية.

 

الدولار يتقدّم بوتيرة بطيئة

والجزء الغريب هو أنه على الرغم من الارتفاع الملحوظ لعوائد السندات الأمريكية وما رافقه من عمليات بيع في أسواق الأسهم، فإن الدولار لم يتمكن من تحقيق مكاسب كبيرة. نعم، يتجه مؤشر الدولار لإغلاق الأسبوع مرتفعاً، لكن المكاسب التي حققها لم تكن تليق بالتحركات الصاخبة في سوق السندات.

يتجه زوج اليورو مقابل الدولار لإغلاق الأسبوع بالقرب من مستويات الافتتاح، على الرغم من أن فروق معدلات الفائدة قد تحركت بشكل واضح لصالح الدولار. وربما ساعد استقرار أسعار النفط اليورو الحساس لأسعار مشتقات الطاقة على اكتساب بعض القوة، إلى جانب بعض الدلائل على أن النشاط الاقتصادي في ألمانيا بدأ يستعيد الزخم.

أثارت أحدث استطلاعات الأعمال الآمال في أن اقتصاد منطقة اليورو قد يستقر بعد تباطؤ حاد، حيث أظهر قطاع الخدمات الألماني علامات انتعاش في سبتمبر. لكن القراءات الفرنسية جائت في الاتجاه المعاكس، ما كبح جماح التفاؤل. بشكل عام، تتوافق مؤشرات مديري المشتريات مع اقتصاد منطقة اليورو الذي انكمش في الربع الثالث، كما أن التوقعات للربع الرابع ليست أفضل حالاً بكثير، مما يبقي احتمالية حدوث ركود معتدل في منطقة اليورو قائمة.

 

الجنيه الاسترليني والين يتراجعان بعد قرارات البنوك المركزية

في المملكة المتحدة، فاجأ بنك إنجلترا المتداولين بالأمس بإبقائه معدلات الفائدة دون تغيير، مشيرًا إلى تباطؤ النمو الاقتصادي وتراجع سوق العمل. والمفارقة هي أن بنك إنجلترا لا يزال يشدد سياسته، حيث أعلن عن تسريع وتيرة برنامج التشديد الكمي إلى 100 مليار جنيه استرليني سنويا من 80 مليار جنيه استرليني في السابق.

انخفض الجنيه البريطاني بشكل حاد بعد قرار بنك إنجلترا، حيث جائت خيبة القرار لتتواطأ مع تراجعات أسواق الأسهم لإضعاف العملة. في الواقع، ربما جاء قرار بنك إنجلترا بشأن التشديد الكمي ليعزز عمليات بيع الأسهم، التي بدورها ضربت الجنيه الاسترليني. تلقى الجنيه الإسترليني ضربة جديدة اليوم من بعض استطلاعات الأعمال المخيبة.

أخيرًا، امتنع بنك اليابان عن تغيير سياسته النقدية هذا الصباح، كما كان متوقعًا على نطاق واسع. وكانت الأسواق تبحث عن أي إشارات حول خروج محتمل من سياسة معدلات الفائدة السلبية، لكن المحافظ أويدا أوضح أن تصريحاته السابقة في هذا الصدد تم إخراجها من سياقها، فتراجعت رهانات تغيير السياسة النقدية وانخفض معها الين.