اللمحة اليومية عن الأسواق – الين الياباني يلقى بعض الدعم، ومتداولو الجنيه الإسترليني يترقبون التخفيضات الضريبية


بحوث XM الاستثمارية

  • الدولار الأمريكي يواصل تراجعه قبيل صدور محضر الاجتماع الأخير للاحتياطي الفيدرالي غدًا
  • الين الياباني يتعافى وسط وجود رهانات متزايدة بشأن إمكانية خفض معدلات الفائدة في الدول الأخرى
  • أسعار النفط ترتد صعودًا وسط تكهنات بشأن احتمال انخفاض المعروض، والذهب يشهد بعض الاستقرار

الدولار الأمريكي يتعرّض لبعض الضغوط

لقد شهدت الأسواق العالمية تحوّل جذري هذا الشهر، خاصةً بعد سلسلة البيانات المخيبة التي صدرت من الاقتصادات الرئيسية والتي بدّدت أية رهانات بشأن إمكانية اعتماد المزيد من الزيادات على الفائدة، وفي المقابل عزّزت الرهانات بشأن احتمال خفض معدلات الفائدة خلال العام المقبل.

وتشير توقعات السوق حاليًا إلى أن الولايات المتحدة وأوروبا ستبدآن دورة تيسير نقدي في فصل الربيع أو في مطلع صيف عام 2024، حيث باتت الأولوية الحالية لبنوكهما المركزية هي حماية النمو الاقتصادي بدلًا من مكافحة خطر التضخم. وقد ساعدت إعادة التسعير هذه في دفع عوائد السندات إلى الانخفاض، وبالتالي، قدّمت الدعم لبعض الأصول التي عادةً ما تستفيد من تراجع معدلات الفائدة مثل الذهب والأسهم.

وفي سوق صرف العملات الأجنبية، أثر انخفاض العوائد سلبًا على الدولار الأمريكي. والسبب الأول وراء هذا التراجع هو أن الاحتياطي الفيدرالي مُعرّض أكثر لخفض معدلات الفائدة مقارنةً بمعظم الاقتصادات الأخرى، أما السبب الثاني هو أن تحسُّن شهية المخاطرة قد أضعف تدفقات الملاذ الآمن على العملة الاحتياطية العالمية.

في النهاية، يتساءل متداولو زوج اليورو/دولار حاليًا عن مدى واقعية تسعيرات السوق التي تشير إلى أن كل من الاحتياطي الفيدرالي والمركزي الأوروبي سيُخفّضان معدلات الفائدة في وقت واحد تقريبًا وبأحجام متساوية في العام المقبل، مع الأخذ في الاعتبار أن الاقتصاد الأمريكي يبدو أكثر صحة من اقتصاد منطقة اليورو في هذه المرحلة. ومن الواضح أن الإصدار الأخير لاستطلاعات الأعمال الذي سيصدر يوم الخميس سيلعب دورًا هامًا في حسم هذا الأمر.

 

الين الياباني يتعافى، ومتداولو الجنيه الإسترليني يترقبون التخفيضات الضريبية

في الوقت الذي يتراجع فيه الدولار وتتزايد فيه التكهنات بشأن إمكانية خفض معدلات الفائدة في أغلب الاقتصادات، تعافى الين الياباني. وتتداول العملة اليابانية اليوم على ارتفاع للجلسة الثالثة على التوالي، بعدما لامست تقريبًا أدنى مستوياتها في ثلاثة عقود الأسبوع الماضي.

مع ذلك، تحيط الشكوك بما إذا كانت هذه بداية انعكاس الاتجاه أو مجرد إشارة كاذبة أخرى، ولكن يبدو أن مشهد الاقتصاد الكلي يشير إلى أن أداء الين قد يتحسّن بشكل ملحوظ خلال العام المقبل في حال قررت الاقتصادات الأجنبية خفض معدلات الفائدة في وقتٍ قد يتجه فيه بنك اليابان لرفعها. وبظل ارتفاع معدلات التضخم المحلي وتوجه السلطات اليابانية لإعداد حزمة إنفاق لتعزيز النمو، يتوقع المستثمرون أن يقوم بنك اليابان بتشديد سياسته النقدية العام المقبل، وهو ما يعتبر معاكسًا للتوجهات المستقبلية للبنوك المركزية العالمية.

وفي المملكة المتحدة، تجذب الأحداث السياسية الأنظار مرة أخرى قبيل صدور بيان الخريف يوم الأربعاء، حيث طرحت الحكومة فكرة خفض ضرائب الدخل كوسيلة لتعزيز النمو الاقتصادي الراكد. ومع تأخر حزب المحافظين كثيرًا عن حزب العمال في استطلاعات الرأي واقتراب موعد الانتخابات بعام 2024، يبدو أن هذه محاولة أخيرة من قبل رئيس الوزراء سوناك لتغيير الوضع السياسي.

لكن هذه الأحداث لها جانب إيجابي بالنسبة للجنيه الإسترليني، حيث قد يساعد خفض ضرائب الدخل في حماية الاقتصاد من خطر الركود، كما أنه سيزيد من الضغوط التضخمية، وبالتالي، قد يضطر بنك إنجلترا بدوره إلى إبقاء معدلات الفائدة مرتفعة لفترة أطول. لذا، فإن الجنيه الإسترليني قد يستفيد من أي إعلان عن وجود تخفيضات ضريبية، سواء من منظور النمو أو بسبب حسّاسيته لتغيُّرات معدلات الفائدة.

 

النفط يرتد صعودًا، والذهب يُعزّز مكاسبه

في سوق السلع الأساسية، شهدت أسعار النفط تحولاً ملحوظًا الأسبوع الماضي بعدما طرح مسؤولو منظمة أوبك+ فكرة تمديد تخفيضات الإنتاج حتى العام المقبل. وجدير بالذكر أنه كان من المفترض أن تنتهي تخفيضات العرض في نهاية هذا العام، ولكن يبدو أن المملكة العربية السعودية متخوفة بشأن إمكانية ضعف الطلب بعام 2024 وتحاول وضع حد أدنى لأسعار النفط من خلال إبقاء العرض محدودًا.

تمتعت أسعار الذهب بانتعاش حاد الأسبوع الماضي، مستفيدة من الرهانات التي تشير إلى أن البنوك المركزية ستُخفّض معدلات الفائدة بوتيرة سريعة وبأحجام كبيرة خلال العام المقبل. كما استفاد المعدن الثمين المقوّم بالدولار من ضعف الدولار الأمريكي، حيث يتداول حاليًا دون أعلى مستوياته القياسية بأقل من 5%.

والحدث التالي الذي يترقبه متداولو الذهب بحرصٍ شديد هو محضر الاجتماع الأخير للاحتياطي الفيدرالي والذي سيصدر غدًا.