اللمحة اليومية عن الأسواق – أسعار النفط تتراجع، الدولار يرتفع بظل تجدد مخاوف النمو، لكن الأسهم تواصل الانتعاش


بحوث XM الاستثمارية

  • البيانات السلبية الصادرة من الصين والولايات المتحدة تؤثر سلبًا على شهية المخاطرة بظل تجدد مخاوف الركود
  • لكن أسهم وول ستريت تتجاهل هذه الضغوط مدعومة بارتفاع أسهم شركات التكنولوجيا
  • التوقعات السلبية تلقي بثقلها على أسعار السلع، لذلك تراجعت أسعار النفط إلى أدنى مستوى لها في ستة أشهر ونصف

الدولار يتقدم بظل تجدد مخاوف النمو

تعرض الارتداد التصحيحي لسوق الأسهم -والذي استمر لمدة شهر- لضغوط شديدة يوم الإثنين بعد أن جاءت البيانات الاقتصادية لأكبر اقتصادين في العالم (الصين- الولايات المتحدة) سلبية، وألقت بثقلها على توقعات النمو والتعافي الاقتصادي، وبالتالي تجددت المخاوف بشأن اقتراب خطر الركود العالمي. كما تراجعت مجموعة كبيرة من البيانات الاقتصادية الصينية في يوليو، مما يؤكد أن تعافي الصين من التفشي الأخير لفيروس كوفيد-19 سيحتاج لوقت ومجهود أكبر من المبذول أثناء محاولات التعافي بعد إغلاق 2020.

يبدو أن الأزمة المتفاقمة في قطاع العقارات الصيني تؤثر سلبًا على كل الجوانب؛ من الاستثمار إلى الطلب على مواد البناء حتى ثقة المستهلك، في حين أن استمرار تمسك الحكومة بسياسة “صفر كوفيد” يضيف مزيد من الضغوط.

لكن قلق المستثمرين لا يقتصر فقط على اقتصاد الصين بل يشمل الاقتصاد الأمريكي أيضًا الذي قد يفقد قوته بوتيرة سريعة. وانخفض مؤشر إمباير ستيت للتصنيع إلى أدنى مستوى له منذ مايو 2020 عندما تعرضت البلاد لأول إغلاق لفيروس كوفيد-19، بينما تراجع مؤشر الإسكان الرئيسي أيضًا إلى مستوى منخفض مماثل.

ارتفعت عملات الملاذ الآمن مثل الدولار الأمريكي والين الياباني مستفيدين من البيانات السلبية، ليعوضا بعض خسائرهما الأخيرة التي تعرضا لها بظل تحسن شهية المخاطرة. وارتدت العملة الأمريكية الآن عن جميع خسائرها التي سجلتها بعد قراءات مؤشر أسعار المستهلكين الضعيفة الأسبوع الماضي مقابل سلة من العملات، حتى أن الاندفاع نحو أصول الملاذ الآمن دفع العوائد على سندات الخزانة للانخفاض.

ارتفع مؤشر الدولار فوق مستوى 106.70 اليوم ليسجل أعلى مستوى له في أكثر من أسبوع.

أسعار السلع تتراجع وعلى رأسها أسعار النفط

تراجعت أسعار السلع هذا الأسبوع وسط تجدد مخاوف الطلب. حيث تأثرت سلبًا أسعار بعض المعادن مثل النحاس، مع ذلك، لا تزال خسائر المعادن أقل من خسائر النفط. حيث تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط وخام برنت بشكل حاد بالأمس، بالغةً أدنى مستوى لها في أكثر من ستة أشهر، وذلك بسبب المخاوف السائدة في الصين وتأثيرها السلبي على سلع الطاقة.

كما أن العلامات التي تشير إلى احتمالية توصل إيران والغرب لصفقة نووية جديدة يزيد من الضغوط على النفط.

الدولاران الأسترالي والنيوزيلندي يتراجعان

من الجدير بالذكر أن الدولاران الأسترالي والنيوزيلندي أحد العملات الحسّاسة لأسعار السلع لذلك تأثرا سلبًا من تراجع أسعار السلع وضعف توقعات النمو في الصين -التي تعد أكبر مستهلك للسلع في العالم. فانخفضا بشكل حاد بالأمس، ويحاول الدولار الأسترالي الاستقرار عند مستوى 0.70$ اليوم وانخفض الدولار النيوزيلندي دون مستوى 0.64$.

من المتوقع أن يتوجه الاحتياطي النيوزيلندي لرفع الفائدة بمعدل 50 نقطة أساس يوم الأربعاء، لذلك تترقب الأسواق ما إذا كان سيلقى الدولار النيوزيلندي الدعم من هذا القرار، حيث من الممكن أن يعتمد الاحتياطي النيوزيلندي لهجة أقل تشددًا.

كان الدولار الكندي أيضًا واحد من العملات الأسوأ أداءً بالأمس، لكنه كان أكثر ثباتًا حول مستوى 1.29 دولار كندي قبيل إصدار بيانات مؤشر أسعار المستهلكين المحلية اليوم.

في غضون ذلك، انخفض اليورو والجنيه الإسترليني أكثر مقابل الدولار الأمريكي، ولم يسجل الجنيه الإسترليني تحركات ملحوظة حتى بظل أرقام التوظيف القوية في المملكة المتحدة.

أسهم وول ستريت تتجاهل البيانات الاقتصادية السلبية، والأنظار تتجه نحو أرباح التجزئة اليوم

لم يتأثر سوق الأسهم كثيرًا بمخاوف النمو الحالية حيث سجلت المؤشرات الأمريكية مجموعة أخرى من المكاسب القوية، مما يعزز الانتعاش الذي دام شهرين حتى الآن. والجدير بالذكر أن أسهم شركات التكنولوجيا كانت على رأس قائمة الأسهم المرتفعة بالأمس، حيث ارتفعت أسهم شركة Tesla بنسبة 3٪ بعد أن أعلن الرئيس التنفيذي -إيلون ماسك- عن أحدث إنجاز للشركة وهو إنتاج أكثر من 3 ملايين سيارة.

يبدو أن انخفاض عوائد السندات يقدم الدعم للأسهم رغم الضغوط السلبية التي يتعرض لها الاقتصاد، بينما يواصل مستثمرو الأسهم نشاطهم معتمدين على إيجابية موسم الأرباح الأخير والعلامات المتزايدة التي تشير إلى أن التضخم في الولايات المتحدة قد بلغ ذروته بالفعل.

مع ذلك، يبدو أن انتعاش أسهم وول ستريت لن يستمر كثيرًا لا سيما بظل تزايد توقعات توجه الاحتياطي الفيدرالي لرفع معدلات الفائدة في أغسطس وكذلك إصرار مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي على لهجتهم المتشددة حتى بعد تراجع مؤشر أسعار المستهلكين الأسبوع الماضي.

أما بالنسبة لأرباح الربع الثاني الإيجابية التي تبدد مخاوف اقتراب الولايات المتحدة من خطر الركود، فسيتم التأكد من صحتها أو عدمه بعدما يعلن كبار تجار التجزئة عن نتائج أرباحهم، حيث ستعلن كل من شركة Walmart و Home Depot عن تقارير أرباحهما اليوم.

في أوروبا، ارتفعت الأسهم رغم ارتفاع العقود الآجلة للغاز الطبيعي الهولندي مرة أخرى اليوم إلى أعلى مستوى لها منذ مارس. لكن سجلت الأسهم الآسيوية أداءً متباينًا، حيث لقيت المؤشرات الصينية بعض الدعم من خفض معدل الفائدة في البنك الصيني الشعبي بالأمس.